تنظيم القاعدة وراء هروب السلفيين من السجنفي انواكشوط
علمت قناة “العربية” من مصادر مطلعة أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شمال مالي متورط في العملية الإرهابية التي نفذها متطرفون في السجن المركزي وسط نواكشوط عاصمة موريتانيا وأدت لمقتل جنديين من كتيبة الدرك، وفرار أربعة من أخطر سجناء التنظيمات المتطرفة قبل ملاحقتهم وقتل ثلاثة منهم واعتقال الرابع في عملية تعقب استغرقت عدة أيام.
وقال مصدر جدير بالثقة تحدث إلى “العربية” من مالي “المعلومات التي بحوزتنا ترجح التخطيط للعملية وترتيباتها اللوجيستية وتمويلها من طرف فرع تنظيم القاعدة في ولاية “تمبكتو”شمال مالي، وهو المسؤول عن كل عمليات وأنشطة التنظيم في المنطقة بما فيها موريتانيا”.
وكشفت مصادر قريبة من التحقيقات الأمنية الجارية عن شبهات حول علاقة أمير إمارة الصحراء الكبرى عبد الرحمن ولد الحسن، المعروف بطلحة الليبي، بالعملية الأولى من نوعها لتنظيم إرهابي في موريتانيا منذ 2012.
وأمير تمبكتو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي طلحة الليبي مولود في أوباري جنوب ليبيا من أب تعود جذوره لقبيلة موريتانية وأم أزوادية من شمال مالي حيث تتركز قبائل الطوارق والعرب.
وكان طلحة اللييي معتقلا حتى اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد القذافي 2011 بتهمة التطرف على خلفية حادثة عنف خلالها فتاة جاءت لاقتناء حاجياتها من متجر للمواد الغذائية كان يعمل فيه في بلدة نائية، معتبرا أنها سافرة.
وانتقلت إمارة فرع القاعدة إلى المقاتلين الموريتانيين لأول مرة سنة 2020 بعد أن هيمن على قيادته منذ نشأته متطرفون جزائريون، وذلك على إثر مقتل أبو يحيى الجزائري وتصفية القوات الفرنسية لمعظم القادة العسكريين الجزائريين للتنظيم.
وعزز تأخر القبض على المقاتلين المتشددين الفارين من السجن، الهواجس بشأن هروبهم ووضع القادة الأمنيون أكثر الفرضيات سوء بعد أن ساد الاعتقاد في البداية أن هروب السجناء مجرد تحرك معزول لذئاب منفردة ليتضح مع تطورات الأحداث أن موريتانيا واجهت عملية إرهابية معقدة وخطيرة على أمنها الوطني والقومي جرى التخطيط لها خارج البلاد وتم فيها توظيف خلايا نائمة لتنظيم القاعدة.